قد يعيش أزواج كثر حياة سعيدة بعيدة عن النكد والضجر والملل طيلة فترة حياتهم في ظل جوّ من المحبة والألفة والود, وقد يعيش آخرون لم يمض على زواجهم سنوات, وربما أشهر حياة تعيسة بسبب اضطرابات نفسية عديدة, أو ربما تكون جنسية.
عن كيفية تخطي الملل الجنسي في الحياة الزوجية وما يحصل من اضطرابات نفسية بين الزوجين يحدثنا الطبيب النفسي د. باسم عكاش الأصفر بقوله:
لاشك أن الملل الجنسي في الحياة الزوجية يحدث كأمر طبيعي ولكن بشكل مرحلي عابر وأهم أسبابه تغيّر شكل الجسم بعد عدة سنوات من الزواج, والحمل, وهذا وارد لكلا الزوجين أو لأحدهما, إضافة إلى الأمراض الجسمية العابرة أو الدائمة, والإحباط المتكرّر في العلاقة بين الزوجين والانفتاح على العالم بما فيه من مظاهر الإغراء المتزايدة.
وأهم مظاهر الاضطرابات النفسية والجنسية الملل وعدم الرضا عن الطرف الآخر ثم يليها طبعاً اضطراب العلاقة الزوجية الإنسانية من تراجع للتفاهم والحوار وعدم علاج لمشكلات الحياة اليومية, أما مظاهر نقص الإشباع العاطفي لدى الزوجة فهي الكبت وما يرافقه من آلام وأمراض مزمنة غير مفسرة طبياً, واكتئاب نفسي وقلق,وخلافات مستمرة, وتدهور في وضع الأسرة والمنزل والأبناء, وهناك التمرّد والانحراف بشكل مباشر وغير مباشر, والسبب الرئيسي في حدوث ذلك يعود إلى ضعف الثقافة الجنسية الصحية التي هي ضرورة لكل فرد.
كيف نتخطى الملل في الحياة الزوجية؟
عن هذا السؤال أجاب الدكتور عكاش قائلاً:
هناك عدة أمور يجب مراعاتها حتى نتخلص من الملل في الحياة الزوجية أهمها:
عدم الوقوف عند أية مشكلة بسيطة وإغناء العلاقة الزوجية من كل النواحي كالنظر إلى الزواج على أنه علاقة إنسانية دائمة فيها بركة, والشعور بالمسؤولية وعين الرضا وأن الأسرة علاقة فيها احترام ومتانة وحب, وهنا نتساءل: هل معظم أفراد جيلنا ممن تخطى عتبة الصبا ودخل مرحلة الشباب لديه من المعلومات الضرورية مما يعينه على إقامة علاقة جنسية ترتكز على الإنسانية والفضيلة والعلم؟
حالات عديدة في عيادتي
وتطرق د. عكاش إلى عدة حالات لمتزوجات راجعن عيادته كانت حالتهن تتماشى والاضطراب النفسي الجنسي ومن هذه الحالات كما يقول:
سيدة عمرها /25/ سنة متزوجة منذ أربع سنوات تعاني من اضطرابات نفسية مزمنة وتبين أن سبب ذلك يعود إلى تغيّب الزوج عن منزله /15/ يوماً بسبب طبيعة عمله ثم يعود لفترة قصيرة, وعند عودته يكون بارد المشاعر تجاهها, فهي تريد كلمة حلوة على الأقل.. ولكن بدون فائدة. حالة ثانية لسيدة جامعية عمرها /46/ سنة متزوجة منذ أكثر من 20 عاماً لديها ثلاثة أبناء, تعاني من صداع لايستجيب للمسكنات إضافة إلى مرض اكتئاب مزمن, وتبين منذ بداية التشخيص أنه لايوجد توافق مع الزوج .
حالة ثالثة: زواج أول مرة كانت نتيجته الطلاق, ثم تزوجت مرة ثانية لمدة سبعة أشهر, الزوج الثاني بدأ يفقد صبره ثم أصبح يهددها بالطلاق وكان لدى أهل الزوجة شك بأن المشكلة من الزوج, إلا أن نتيجة التشخيص أكدت وجود اضطراب نفسي جنسي من الزوجة,وهناك العديد من الحالات الأخرى, لذا يجب على الزوجين أن يبنيان علاقتهما وحياتهما الزوجية على الود والحب والتفاهم والاحترام المتبادل لاستمرارها.
محمد حسن جوخدار
