إن رجل الشرطة يتعرض لإنفعالات و ضغوط نفسية شديدة لأن عليه طوال الوقت التركيز و الانتباه و الاستنفار للحالات الطارئة التي يتطلبها عمله و الاحتمال لتعرضه للعدوان , فالعمل بالشرطة يحول رجل الشرطة في الغالب الى الصورة النمطية التي تتسم بالقسوة و العنف و الغلظة , و تتعرض شخصية رجل الشرطة للتغيير بعد ممارسته للعمل سنين عديدة و ذلك لأن مهنة الشرطة شأنها شأن اي مهنة لها اثر في تطبيع الشخصية بطابع خاص .
و لكن الشخصية الشرطية ليست نموذجاً موحداً , فمن يعمل بوحدات مثل المرور او السجلات المدنية او استخراج الجوازات يختلف كثيراً عمن يعمل بوحدات مكافحة الشغب و السجون او ملاحقة محترفي الاجرام .
هناك الكثير من الدراسات التي اثبتت ان النسبة التي يصاب بها رجل الشرطة بالأمراض السيكوسوماتية ( أي الأمراض الجسمية نفسية المنشأ ) مثل ضغط الدم و قرحة المعدة و السكري أعلى في المعدل العام من غيرهم من أفراد المجتمع لذلك كان من المهم ان يتم اختيار رجال الشرطة بعناية بالغة من حيث لياقتهم البدنية و شخصياتهم النفسية عند الالتحاق بالخدمة .
و لأن العمل في الشرطة يتطلب جاهزية نفسية عالية و لياقة بدنية و انتباهاً دائماً و تحملاً موصولاً للضغوط فإن هذه الضغوط قد تتفاقم بمرور سنوات الخدمة و نحن جميعاً نلتمس العذر لرجل الشرطة إذا تورط في الانفلات الانفعالي في بعض المواقف . فهذه صورته لدى مواطنيه رديئة سيئة وهو يواجه عتاة المجرمين في سبيل تحقيق الأمن و الأمان لهؤلاء المواطنين .
و بالأخير فإنه يفضل ان يتم تعليم رجال الشرطة " حقوق الانسان الشرطي " و هو كيف للشرطي ان يتعامل مع الاشخاص الذين يتم ضبطهم او القبض عليهم بشكل انساني بعيداً عن العنف الزائد , و يذكر ان بعض ادارات الشرطة في الولايات المتحدة الامريكية تلجأ الى الأطباء النفسيين و الإخصائيين النفسيين و ذلك لتقديم خدمات ارشادية من شأنها التخفيف من مشاعر التوتر و الضيق التي قد توجد عند بعض رجال الشرطة و يكون اسلوب التخفيف عبارة عن جلسات جماعية تناقش فيها مشكلات العمل و صعوباته و يتم فيها تبادل الخبرات . لأن الهدف من هذه الجلسات اتاحة الفرصة لرجل الشرطة في ممارسة التفريغ الانفعالي تخفيفاً عما يعانيه من ضغوط نفسية شديدة بسبب ظروف العمل الباهظة .