منتديات عالم النفــس

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اهلا بكـم في منتديات عالم النفـس


    بحث كامل عن الفصام " حصري "

    ولد الخير
    ولد الخير
    عالم كبير
    عالم كبير


    الـدولــــة : الكويــــت

    ذكر
    عدد المساهمات : 76

    تاريخ التسجيل : 20/01/2012

    بحث كامل عن الفصام " حصري "  Empty بحث كامل عن الفصام " حصري "

    مُساهمة من طرف ولد الخير السبت يناير 21, 2012 5:49 pm



    الفصام

    إن مرض الفصام هو مرض عقلي يتميز بمجموعة من الأعراض النفسية والعقلية مثل الهلاوس السمعية ونادراً الهلاوس البصرية، وكذلك اضطرابات التفكير مثل الضلالات. وتؤدي هذه الأعراض إن لم تعالج في بدء الأمر إلى اضطراب وتدهور في الشخصية والسلوك. وأهم أعراض الفصام اضطرابات الإدراك والتفكير والسلوك والوجدان. والضلالات (هي جزء من اضطرابات التفكير) هي اعتقادات خاطئة يحملها المريض على أنها أمور حقيقية مثل الشعور بأن شخصاً يطارده أو أن هناك من يتجسس عليه أو أن الناس يقرأون أفكاره أو يأخذونها من رأسه أو أن الآخرين يضعون أفكاراً داخل رأسه رغماً عنه. كذلك فإن مريض الفصام قد يكون مصاباً بشكوك مرضية تجاه زوجته ويتهمها بأنها على علاقات شخصية قد لا يكون تربطها بهم أي صلة وكذلك قد يصل المرض إلى أن يتهم المريض زوجته بأن أبنائه ليسوا منه ويبدأ في البحث شكوكاً مرضية ضد أحد أقاربه أو زملائه مما يشكل في بعض الأحيان خطورة على الذين يحمل ضدهم هذه الشكوك. ويمكن أن يصيب مرض الفصام أي شخص من سن السابعة حتى السبعون ولكنه عادة يصيب الشباب في مقتبل العمر خاصة في مرحلة المراهقة وبداية النضج.


    يسترعي مرض الفصام إهتماماً خاصاً من الناس و الأطباء و الباحثين و العلماء , لكوه أحد الأمراض النفسية الواسعة الانتشار في كل المجتمعات و كل البلاد , كما أنه يختلف عن الأمراض العضوية لكونه غير محسوس بالنسبة لعامة الناس , و بالنسبة للمريض ومن حوله فهو يؤثر على السلوك و العلاقات الاجتماعية , لقد عرف هذا المرض منذ أقدم العصور و الحضارات و سمي بأسماء مختلفة و عزي سببه لأمور روحية و شيطانية , فقد سمى أبقراط في الحضارة اليونانية مرض ( الملنخوليا ) للدلالة على حالة قريبة من الفصام , كما استعمل العرب مصطلح ( مسودن ) للتعبير عن المريض في عقله .

    أما في التاريخ الحديث للفصام فقد بدأ عام 1856 م بالعالم الفرنسي موريل الذي وصف حالة لحدث في الرابعة عشرة من عمره تدهور بسرعة من طالب نبيه الى فتى مضطرب في فكره و سلوكه و اصطلح موريل على استعمال تعبير ( الخرف المبكر ) للدلالة على حالة مرضية تبدأ في الصغر و تنتهي بالتدهور العقلي إلى حد كبير ... حالياً يسمى مرض الفصام ( الشيزوفرينيا ) و أول من استخدم هذا اللفظ هو العالم السويسري ( بلولر ) حيث لاحظ أن المرض لا يحدث فقط في سن البلوغ و الشباب , و إنما يحدث في سنوات تمتد من الخامسة عشرة و حتى سن الخامسة و الأربعين , و ليس بالضرورة بأن يكون مزمناً و يؤدي للتدهور و الخرف ومن الممكن ان تشفى بعض الحالات او تنحسر , و مصصطلح ( الشيزوفرينيا ) مشتق من كلمتين هما ( شيزو ) و معناها انقسام و ( فرينيا ) و معناها عقل و في ذلك اشارة ان المرض يحدث انقساماً او انفصاماً في العمليات العقلية

    يعرف الفصام انه احد الأمراض الذهانية , و يبنى هذا التعريف عى الوصف الكامل لمظاهر المرض و الاضطرابات السلوكية و الفكرية و اضطرابات الادراك و الارادة بالاضافة للأوهام و الهلاوس و حيث ان التعريف يقوم على وصف مظاهر المرض , و ينتشر المرض في المجتمعات و يسجل 2 - 4 حالات لكل عشرة الاف من السكان سنوياً و احتمال اصابة الفرد في المرض على مدى حياته 1% , وقد قامت منظمة الصحة العالمية بدراسة المرض في عشر دول مختلفة في مستوى تقدمها , وكان هناك تراوح بسيط في الانتشار , من الواضح أن هذا المرض موجود عبر العصور وفي القرن الماضي تراوحت الدراسات بين ارتفاع و هبوط و لكن حول المعدلات المذكورة , و للعلم فإن المرض منتشر في الذكور و الاناث و لكن يحدث للرجال مبكراً عن النساء , فيما بين الرجال يكون حدوثه بين سن 15 - 25 سنة أما النساء فهو بين 25 - 35 سنة



    أسباب الفصام

    حتى الآن لا نستطيع أن نعرف بدقة سبب أو أسباب الفصام ولكن البحث يتقدم بسرعة في هذا المجال والباحثين حاليا يتفقون على أن أجزاء كثيرة من المتاهة المتعلقة بالمرض أصبحت معروفة وواضحة والدراسات تنصب حول :

    العوامل الكيمائية‎

    المرضى المصابون بالفصام يبدوا أن لديهم عدم توازن بكيمياء الجهاز العصبي ولذلك اتجه بعض الباحثين إلى دراسة الموصلات العصبية التي تسمح باتصال الخلايا العصبية وبعضها البعض . وبعد النجاح في استخدام بعض الأدوية التي تتدخل في إنتاج مادة كيماوية بالمخ تسمى " دوبامين" وجد أن مريض الفصام يعاني من حساسية مفرطة تجاه هذه المادة أو إنتاج كمية كبيرة من هذه المادة ، وقد ساند هذه النظرية ما لاحظه العلماء عند معالجة حالات مرض " باركنسون" أو الشلل الرعاش الناتج من إفراز كميات قليلة جدا من مادة " الدوبامين " وقد وجد أنه عند علاج هؤلاء المرضى بنفس العقار أنهم يعانون من بعض أعراض الهوس ، وقد أدى هذا إلى أن العلماء قد بدأوا في دراسة كل الموصلات الكيميائية بالمخ على اعتبار أن مرض الفصام قد ينتج من خلل في مستوى عدد كبير من هذه المواد الكيميائية وليس " الدوبامين" وحده . ولذلك تهدف الأدوية العصبية الحديثة ألي ثلاث موصلات عصبية هي: الدوبامين والسيروتونين والنورادرينالين .

    الفصام والمناعة الذاتية :

    نظرا للتشابه بين مرض الفصام ومرض المناعة الذاتية التي يهاجم فيه جهاز المناعة الذاتية أنسجة الجسم نفسها حيث أن كلا من المرضين غير موجود عند الولادة ولكنه يبدأ في الظهور في مرحلة البلوغ ، كما أن المريض يتواجد دائما بين حالات اشتداد المرض وحالات التراجع ، وحيث أن كلا المرضين لهما علاقة بالوراثة وبسبب هذا التشابه بين المرضين فان بعض العلماء يفضلون إدراج مرض الفصام ضمن قائمة أمراض المناعة الذاتية . كما يظن بعض العلماء أن المرض ناتج من التهاب فيروسي يحدث في فترة الحمل حيث لوحظ أن كثيرا من مرضى الفصام قد تم ولادتهم في أواخر فصل الشتاء وأوائل الربيع، وهذا الوقت من العام يعني أن أمهاتهم قد أصبن بفيروس -خاصة من النوع بطئ التأثير -وبالتالي أطفالهن ليبدأ الفيروس في التأثير عندما يصل الطفل إلى سن البلوغ ،هذا مع وجود عامل وراثي وفي وجود هذا الفيروس يبدأ المرض في الظهور.

    سريان الدم بالمخ :-

    باستخدام التقنيات الحديثة مثل الرنين المغناطيسي والمسح التصويري للمخ تعرف الباحثون على المناطق التي تنشط عندما يندمج المخ في أدراك المعلومات. والناس المصابون بالفصام لديهم صعوبة في ربط نشاط المناطق المختلفة بالمخ والتنسيق بينها . مثلا أثناء التفكير والكلام فان أغلب الناس يكون لديهم زيادة في نشاط المناطق الجبهية بالمخ ونقص في نشاط المناطق المسئولة عن الاستماع في المخ ولكن مرضى الفصام يكون لديهم نفس الزيادة في نشاط المناطق الجبهية ولكن لا يكون لديهم نقص في نشاط المناطق الأخرى .كذلك استطاع الباحثون التعرف على أماكن خاصة بالمخ يكون بها نشاط غير طبيعي أثناء حدوث الهلاوس المختلفة . وبعد استخدام الأشعة المقطعية بالكومبيوتر وجد أن هناك بعض التغيرات في شكل مخ مرضى الفصام مثل اتساع تجاويف المخ , بل وقد تم الكشف على تغيرات أكثر من هذا بعد التصوير بالتردد المغناطيسي …حيث تم التوصل إلى أن المنطقة المسئولة عن التفكير ضامرة أو مشوهه أو قد نمت بشكل غير طبيعي

    الاستعداد الوراثي :

    لاحظ علماء الوراثة وجود مرض الفصام في بعض العائلات بصورة متواصلة ،ولكن يوجد أيضا الكثير من المرضى بدون أن يكون لديهم تاريخ عائلي للفصام . ولم يتوصل العلماء حتى الآن لجين معين مسئول عن حدوث مرض الفصام. ويحدث مرض الفصام في حوالي 1% من مجموع الشعب فمثلا إذا كان أحد الأجداد يعاني من الفصام فأن نسبة حدوث المرض في الأحفاد يرتفع إلى 3% أما إذا كان أحد الوالدين يعاني من الفصام فأن النسبة ترتفع إلى حوالي 10% ، أما إذا كان الوالدين يعانون من المرض فأن النسبة تزداد إلى حوالي 40 % .

    5) التوتر والضغوط النفسية :

    الضغوط النفسية لا تسبب مرض الفصام ولكن لوحظ أن التوترات النفسية تجعل الأعراض المرضية تسوء عندما يكون المرض موجود بالفعل.

    6) إساءة استخدام العقاقير :

    الأدوية " وتشمل الكحوليات والتبغ " والعقاقير الغير مصرح بها " لا تسبب مرض الفصام. ولكن هناك بعض الأدوية التي تؤدي إلى زيادة الأعراض المرضية في المرضى وهناك بعض الأدوية التي تظهر أعراض شبيهه بالفصام في بعض الأفراد الأصحاء.

    7) النظريات الغذائية " النظريات المرتبطة بالتغذية "

    بينما التغذية المناسبة ضرورية وهامة لصحة المرضى فأنه لا يوجد دليل على أن نقص بعض الفيتامينات يؤدى لمرض الفصام . والادعاء بأن استخدام جرعات كبيرة من الفيتامينات يؤدي للشفاء لم يثبت جدواها ، وتحسن بعض المرضى أثناء تناول الفيتامينات من الأرجح أن يكون بسبب تناول العقاقير المضادة للذهان في نفس الوقت أو بسبب الغذاء الجيد والفيتامينات والأدوية المضادة للذهان أو لأن هؤلاء الأشخاص من النوع الذي سوف يشفى بصورة تلقائية أيا كان العلاج المستخدم .

    Cool أمراض الجهاز العصبي :

    أن إصابة الجهاز العصبي ببعض الأمراض العضوية وظهور بعض الأعراض النفسية المصاحبة يجعل البعض يظن أن الأعراض قريبة الشبه بحالات الفصام ، وإذا لم يفحص المريض بعناية ودقة فمن المحتمل تشخيص الأعراض عن طريق الخطأ بأنها مرض الفصام والمثال على ذلك أورام الفص الصدغي والجبهي بالمخ وهبوط نسبة السكر بالدم والحمى المخية وزهري الجهاز العصبي مما يدل على أن اضطراب الجهاز العصبي يؤدي إلى أعراض فصامية وأن الفصام ذاته من المحتمل أن يكون سببه اضطراب فسيولوجي في الجهاز العصبي خصوصا بعد الأبحاث الهامة الحديثة عن وجود علاقة وارتباط وثيق بين الفصام والصرع فقد لفت نظر العلماء أن الكثير من مرضى الصرع ،خصوصا الصرع النفسي الحركي يعانون بعد فترة من المرض من أعراض شبيهة بالفصام وبالتالي انتهت الآراء إلى احتمال تشابه أسباب مرض الصرع والفصام .ومن المعروف أن السبب الرئيسي للصرع هو ظهور موجات كهربائية دورية شاذة في المخ وأنه من الممكن أن يكون سبب الفصام مشابها لما يحدث في الصرع من موجات كهربائية شاذة .وقد وجد فعلا أن مرضى الفصام يعانون من اضطراب واضح وموجات كهربائية مرضية ولكنها غير نوعية أو مميزة في رسم المخ الكهربائي. وقد وجد اضطراب في رسم المخ في 73% من مرضى الفصام الكتاتوني و57% من مرضى الفصام البسيط و54% من الفصام البارانوي .و قد ثبت أخيرا وجود علامات عضوية بالمخ عند مرضي الفصام علي هيئة تغيرات في نسيج المخ والخلايا العصبية .


    مظاهر مرض الفصام

    تتباين من فرد لآخر , و حتى ي نس المريض في أوقات مختلفة من المرض , كما أن هناك تفاوتاً في سرعة حدوث المرض و الريقة التي يبدأ فيها بالظهور .
    فمن مظاهر الفصام المعترف بها دولياً هي :-

    * اضطرابات التفكير :-

    و اهم ما يميز اضطرابات التفكير هو التوهم و يعرف التوهم انه اعتقاد خاطئ راسخ مسيطر , لا يبنى على واقع أو منطق , ولا يتمشى مع الخلفية العلمية و الثقافية للفرد و لا يمكن تغييره بالوسائل المنطقية .


    * توهم الاضطهاد:-

    يعتقد المريض أن هناك من يتآمر عليه و يحاول ايذاءه , أو حتى قتله , فقد يتهم أهل بيته بأنهم ضده و متآمرون عليه او يتهم زملاءه في العمل او الدراسة و احياناً يتهم الدولة و أجهزتها المختلفة بأنها مؤذية و مطاردة له , و قد يصل الامر في بعض المرضى أن يحاول الدفاع عن نفسه ضد العدو المزعوم !

    * توهم الاشارة بالذات :-

    و فيه يتوهم المريض أن كل ما يحدث حوله او بعضه له علاقة به , فإذا تحدث اثنان معاً فهو المقصود , و اذا قيل خبر في الاخبار الاذاعية و التلفزيونية فهو المعني به , و كل ما يحدث عائلياً و اجتماعياً و دولياً قد يربطه بنفسه و بأسلوب يتمشى مع اوهام الاضهاد , او توهم العظمة .

    * التوهم الديني :-

    يشيع بين مرضى الفصام توهمان ( النبوة و الالوهية ) , فهناك من يعتقد أنه يحمل رسالة سماوية جديدة , أو انه المهدي المنتظر او يسوع المسيح عليه السلام , و قد يتصرف بناء على هذه الافكار الخاطئة مما يوقعه في مشاكل مع الناس و القانون .

    * توهم العظمة :-
    يعتقد مريض الفصام بحزم انه متميز بعبقريته او قدراته او انه ملك ومن سلالة تاريخية معروفة , و قد يتصور له انه امير او وزير , أو انه يحمل معجزات تؤهله للنبوة .

    * التوهم الجسدي :-

    قد يعتقد المريض ان هناك مخلوقاً يسكن جسمه مثل الجن و الشياطين , او ان ارواحاً تؤثر على أجزاء من جسمه , و قد يصل به الاعتقاد الى ان هناك من يمارس الجنس معه , و تترافق هذه الافكار مع الهلاوس الحسية .

    * توهم العدم :-

    قد يعتقد المريض انه ميت او جزءاً من جسمه قد تلف او اختفى , او ان البلدة التي يعيش فيها قد محيت عن الوجود , رغم انه يعيش فيها , و هذا اكثر شيوعاً في الاكتئاب .

    * توهم السيطرة :

    قد يعتقد المريض ان هناك قوة خارجية تؤثر عليه و تجعل منه انساناً آلياً خاضعاً لتلك القوة , بحيث ان افكاره و عواطفه و سلوكه مرتبط بتلك القوة .

    * اضطرابات الادراك :-

    ان الادراك هو العملية العقلية التي تتبع الحواس الخمسة ,و بالتالي فإن السمع و البصر يتطلب استقبال الصوت و ايصاله للدماغ ثم ادراكه و فهمه و التعرف عليه , أما الهلوسة فهي ادراك دون وجود احساس او مصدر للاحساس , و بالتالي فإن الهلاوس تنقسم حسب الحواس .

    * الهلاوس السمعية :-

    و هي الأكثر شيوعاً بين الهلاوس الفصامية و فيها يسمع المريض صوتاً غير موجود , و قد يكون هذا الصوت مهدداً , يكيل بالشتائم , او يستعمل كلاماً بذيئاً او يعطي اوامر , و نادراً ما يكون لطيفاً .

    * الهلاوس البصرية :-

    و فيها يرى المريض صوراً بسية كالضوء و الومضات أو اشخاص غير موجودين فعلاً , او مخلوقات عجيبة , و هي قليلة الحدوث في الفصام .

    * الهلاوس الحسية :-

    و فيها يشعر المريض أن شيئاً ما يمسك به , او يتحرك على جسمه , و قد يشعر أن هناك حشرات تحت جلده.

    * الهلاوس الشمية :-

    يشم المريض روائح غريبة او كريهة غير موجودة حقيقة , و قد يصر أن هناك رائحة بخور , او رائحة موتى , او سموماً و غيرها من الروائح .

    * الهلاوس التذوقية :-
    الاحساس بطعم معين للماء و الطعام و الاصرار على انه يوجد طعم الزرنيخ او اوساخ او سحر وضع في الطعام , مما يجعل بعض المرضى يمتعنون عن الاكل و الشرب


    مراحل الفصام
    للفصام مراحل مختلفة و منها :-
    1- المرحلة الكامنة :
    قد تجد أن الكثير من مرضى الفصام كانوا و منذ فترة قد تصل للطفولة يعانون من العزلة الاجتماعية و بعض المشاكل المعرفية , و قد يكون البعض قد أظهر عدم تكيفاً اجتماعياً أو صعوبات لغوية , إلا أن هذا كله لا يكفي لتشخيص الفصام أو توقع تشخيصه , ولكن اذا تزايد الانحراف و الاختلاف مع بداية سن المراهقة و ظهر هناك اضطرابات معرفية كثيرة ادت الى تدهور في الاداء العام , و مع ظهور بعض السلوكيات الغريبة و المعتقدات المستهجنة فإن درجة الشك ترتفع , و قد يصعب في كثير من الاحيان التأكد ان هناك بوادر فصام مالم تظهرر الهلاوس و التوهمات , و قد تتشابه هذه المرحلة كثيراً مع شخصية الفرد . مما يزيد الامر صعوبة .
    الأعراض النذيرية المبكرة لهذه المرحلة :-
    . صعوبة في النوم بالليل-
    .صعوبة في التركيز ووجود صعوبة في متابعة برامج التليفزيون -
    . نسيان أكثر من المعتاد -
    . الخوف أو القلق طوال الوقت-
    . سماع أصوات أو رؤية خبالات.
    . الشعو بالخوف من الناس والاماكن أو الأشياء المألوفة بالنسبة لك.
    . الشعور بأن الناس يسخرون منك أو يتحدثون عنك.
    . الشعور بالحزن والاحباط او فقدان الاهتمام.


    2- المرحلة الحادة :-
    و التي تظهر فيها الأعراض المختلفة بشكل واضح او مستتر تحت اضطراب السلوك , بحيث أن الشخص يتغير مع الوقت و قد يتوقف عن الدراسة او العمل , واحياناً يخرج عن المألوف مما يلفت نظر المجتمع المحيط به , و قد دلت دراسة منظمة الصحة العالمية ان الأعراض التالية هي الأكثر شيوعاً في الحالات الحادة .
    فقدان البصيرة = 97 %
    الهلاوس السمعية = 74%
    افكار الاشارة بالذات = 70 %
    الشكوك = 66%
    تبلد المشاعر = 66%
    المزاج التوهمي = 64%
    توهمات الاضطهاد = 64%
    الافكار الغريبة عن الشخص = 52%
    الافكار التي تقال بصوت عال = 50%

    3- المرحلة المزمنة
    و فيها إما ان تسيطر الاعراض السلبية , أو تبقى بعض الاعراض الايجابية مع السلبية , و يمكن تقسيم الأعراض السلبية للنوع الأولي و هي ما ينتج عن المرض نفسه , او النوع الثانوي وهو ما ينتج عنه الاعراض المختلفة كرد فعل لها , او ما ينتج من الأعراض الجانبية لبعض الادوية المضادة للذهان , و الحالات المزمنة كانت تشكل صعوبة كبيرة في العلاج حتى العقد الاخير
    4- مرحلة الاستقرار
    و فيها تنتهي الاعراض الايجابية و دون وجود لاعراض سلبية , و قد تستمر لفترات طويلة . و خصوصاً اذا كانت الظروف مواتية و العلاج و المتابعة منضبطان . و بعض المرضى يقضي فترات طويلة في هذه الحالة بحيث يستطيع ممارسة حياته بشكل قريب جداً من الطبيعي . و بعضهم يمارس حياته بشكل طبيعي و يكون لديه البصيرة و في حالة ظهور اي اعراض او بوادر انتكاس يسارع بالاتصال على طبيه .
    5 - مرحلة الانتكاس
    و عندها تعود الاعراض الحادة بعد فترة من الاستقرار , و تبدو الحالة و كأنها حادة فإن هذه المرحلة تسمى مرحلة الانتكاس , و غالباً ما تنتج عن توقف العلاج و حدوث مشاكل اجتماعية و اسرية , و انقطاع المريض عن العيادة و المتابعة , و قد يخفي بعض المرضى الانتكاسة لفترات طويلة , و يتركون الأمور تتفاقم إلى درجة قد يصل المريض معها لحالة شديدة من المرض , و العنف و إثارة الازعاج و التسبب في مشاكل مالية و اجتماعية و قانونية .

    أشكال الفصام :
    1- الفصام البسيطSimple Schizophrenia :
    قد يمثل باكورة المرض وقبل أن تتهلهل الشخصية حيث يبدأ المرض تدريجياً فيكون المريض قليل الإصغاء والاكتراث والبلادة الانفعالية والجمود الوجداني , ويمثل هذا الشكل من الفصام عدد قليل من نزلاء المستشفيات العقلية.

    2- الفصام الكتاتوني Catatonic Schizophrenia :
    يطلق عليه الفصام الحركي أو التخشبي أو التشكيلي ويحدث في مرحلة متأخرة من الفصام البسيط ومن أهم أعراضه الاحتفاظ بشكل أو حركة معينة والإبقاء على حالة واحدة كأن يأخذ المريض شكل جلوس القرفصاء أو شكل تمثال وإذا رفعنا المريض فإن ذلك الوضع يدوم طويلاً وبدون شكوى أو تعب وإذا سقط المريض من على سريره يظل على وضعه ومن أعراض ذلك المرض النمطية والطاعة العمياء والسلوك القهري وتكرار الكلام وترديده .

    3- الفصام الطفلي Hebephrenic Schizophrenia :
    يعرف بالفصام المبكر ويبدأ بقدر كبير من التفكك وعدم مراعاة العادات والتقاليد , وبلادة العاطفة فلا تهتز مشاعره بسماعه لوفاة أقرب الناس له , علاوة على التفكير الذي لا منطق فيه والطقوس الحركية والهلاوس والهذاءات وتكرار مقاطع لفظية عديمة المعني.

    4- الفصام الهذائي Paranoid Schizophrenia :
    أكثر أنواع الفصام شيوعاً وأقلها تماثلاً للشفاء ومن أعراضه التفكك والبلادة الانفعالية , ومن أشكاله هذاء العظمة , وهذاء الاضطهاد , وتكون أعراض الفصام الهذائي مختلطة بأعراض الفصام الأخرى .

    5- الفصام الهياجي :
    أحد أنواع الفصام الحركي سلوكه وحركاته نمطية ونوباته متطرفة , فيظل المريض ذهاباً وإياباً أو يكرر القيام بحركات أشبه بالطقوس الحركية , يعتدي على ذاته أو على غيره , يمزق ملابسه أو يحطم ممتلكاته ويلقي بقطع الأثاث.


    * التأهيل النفسي لمريض الفصام

    التأهيل هوو عملية إعادة المريض لممارسة حياته بأقرب صورة للوضع الطبيعي , و هذا يتم في برنامج خاص لكل مريض و حسب إمكانياته و ثقافته و دراسته و عمله و شخصيته و عمره و متطلبات حياته المستقبلية , و التأهيل لا يتم بمعزل عن المعالجة الدوائية و النفسية و الاجتماعية بل مجموع هذه المعالجات مضافاً إليها :-

    1- إختبار نقاط القوة و الضعف في شخصيته و قدرات المريض .

    2- التركيز على نقاط القوة و تعزيزها و نقاط اهتمام المريض .

    3- وضع برنامج يومي يشمل الرياضة , القراءة و الصلاة و الاعتناء بالحاجات الخاصة , و الاهتمام بالنظافة الشخصية و الهندام و الحمام , و مشاهدة التلفزيون و القيام بأعمال التسلية .

    4- التركيز على تطوير مهنة للمريض , مثل التعلم على النجارة او الحدادة , أو تطوير المعرفة بالكمبيوتر و الالتحاق بدورات مهنية أو علمية أو دراسة اللغات أو العمل على تشغيله في الزراعة و الصناعة .

    5- التركيز على الاجتماعات و النشاطات الجماعية للمرضى و مناقشة مشاكلهم و طموحاتهم معاً ومع كادر المستشفى , و إعطاء المريض الحق في تقرير ما يرغب فعله , و استغلال المناسبات كالأعياد , و أعياد الميلاد و الأفراح لتعزيز الترابط الاجتماعي .

    6- لا بد و أن يشمل التأهيل جلسات علاج عائلية , و يتم فيها تعديل سلوكيات و مواقف العائلة من المريض , و تخفيف النقد و العدوانية و التدخل الزائد , و مساعدة العائلة في اخذ المواقف المناسبة , و معرفة متى تطلب الشدة و متى يكون التساهل و هذا يتطلب عدة جلسات عائلية مع الطبيب المعالج أو احد اطراف الفريق الطبي النفسي .


    * دور العائلة في مرض الفصام

    للعائلة دور مهم و أساس في هذا المرض . خلافاً لكثير من الأمراض التي يتولى المريض شأن مرضه , و هذا الدور يتداخل و يتطور حسب مراحل المرض .

    1- دور العائلة في اكتشاف المرض و هذا امر في غاية الأهمية , فلا بد ان تنتبه العائلة للتغيرات التي تحدث عند الانسان , خصوصاً المفاجأة منها مثل العزلة الغير مبررة أو التدين المبالغ فيه فجأة , او العصبية و النرفزة بدون اسباب موجبة , بالاضافة الى الخوف و الحذر الزائد , و الاهمال في العمل و الدراسة و الابتعاد عن العلاقات الاجتماعية , ان مثل هذه التغيرات قد تكون مؤشر للفصام او غيره من الامراض النفسية و العائلة لا بد لها ان تتدخل و تسأل عن التغيير و تحاول الاستماع و اظهار الاهتمام بالمريض , و قد تكون هذه مؤشرات لمشكلات اخرى كالادمان و الاكتئاب و غيرها , واذا لم تفلح العائلة في التفاهم مع المريض , فعلى افراد العائلة استشارة الطبيب النفسي في هذا الموضوع , الذي يحدد بدوره الاسلوب الذي سوف يتبع فيما اذا كان زيارة المنزل او حضوره للعيادة من اجل تركيز الدراسة او الصداع او اي عرض يهم المريض .

    2- دور العائلة عندما يكون المريض في المستشفى و هنا لابد ان ننوه الى ان زيارة المريض في المستشفى في مثل هذه الحالات ليست كزيارة مرضى القلب و غيرها فقد تكون التوهمات و الشكوك كلها مركزة على افراد العائلة او زملاء العمل و الاصدقاء , و قد يكون من المناسب أن يحدد الطبيب المعالج وقت الزيارة و من يزور المريض ومن لا يزوره , حسب تقدم حالته , و لابد للعائلة ان تتعاون مع هذه التعليمات .

    3- دور العائلة في البيت سواء دخل المريض المستشفى او لم يدخل فإن هناك اموراً كثيرة في البيت لابد من اخذها بالاهتمام . ففي الحالات الحادة التي يشفى منها المريض و يتحسن و يعود الى عمله يكون دور العائلة مراقبة العلاج و متابعته دون احراج المريض ودون استعمال كلمات جارحة و ابقاء الامر سرياً و شخصياً قدر الامكان .

    4- دور العائلة في الانتكاسة عندما ملاحظة العائلة لمظاهر التغير في حالة المريض , فلابد ان تسارع للاتصال بالطبيب و تعرض عليه التغيير , ومع تكرار الانتكاسة يجب ان تكون العائلة اكثر دراية ببوادر الانتكاس , و عدم التراخي في الوصول للعلاج و إجراء اللازم .

    5- دور العائلة في الاعراض الجانبية فكثيراً ما تقحم العائلة نفسها في مجادلات مرهقة و نقاشات عميقة حول الهلاوس و الأوهام و الشكوك , و تقضي الاسرة وقتاً طويلاً في محاولة تغيير هذه الأفكار , و ذلك لعدم معرفتهم أن هذه الأفكار في تعريفها انها لا تزول بالنقاش المنطقي . و قد يسأل المريض الأهل الكثير من الاسئلة المحيرة و يفضل اذا لم يكن لديهم اجابة أن لا يجيبوا و ينصحون بالاستفسار من الطبيب أو احد أفراد الفريق المعالج و اذا كانت لديهم اجابة فليقولونها و اذا رفضها المريض فلا داعي للتوتر و النقاش الحاد .

    6- دور العائلة في رعاية المريض فهناك من المرضى من يبقى مستقلاً معتمداً على نفسه , قادراً على تسيير أمورك فليترك يإستقلاليته , أما بعض المرضى فإنهم بحاجة للرعاية و المتابعة الدائمة , و المساعدة في امور الحياة اليومية , و حل المشاكل العائلية و الاجتماعية , و فئة قليلة من المرضى قد تكون معتمدة كل الاعتماد على الاسرة و السياسة الصحيحة هي محاولة ترك الاستقلال و الحرية و الاعتماد على النفس على قدر ما تسمح الحالة .






    علاج الفصام-

    * العلاجات القديمة

    على مدى الحياة حاول البشر معالجة الأمراض النفسية بطرق كثيرة و في القرن الماضي , استعمل العلاج بالاختلاج الكيماوي أولاً من قبل مدونا ثم بالاختلاج الكهربائي من قبل ( سير ليتي و بيني ) , على اساس ان الاختلاج يؤدي لنوبة صرع , و أن الفصام و الصرع لا يلتقيان , و قد مثل استعمال العلاج الكهربائي في الفصام و هو الآن مقتصر على حالات قليلة التي يكون فيها اكتئاب شديد او اعراض جامودية , كما استعمل الانسولين لإحداث غيبوبة و بعدها كان يعطى المريض السكر , و كانت معالجة خطرة و قد توقفت , و استعملت الجراحات النفسية بداية في ازالة جزء من الفص الجبهي و تطورت الى عدة اشكال من الجراحة , و لتمكنها الآن لا تستعمل في الفصام و استعمالها قليل في القلق الشديد و الوسواس و الآن اصبح الأمل في العلاجات و العقاقير الحديثة في التحسن و الشفاء اكبر بكثير بفضل من الله و رحمته , و اذا نظرنا للمستقبل فإن الهندسة الوراثية و الدراسات الكيماوية المفصلة للدماغ قد تحمل الأمل في علاجات اكثر فاعلية ان شاء الله .

    لقد كان الفصام من الأمراض التي لا علاج لها منذ مدى بعيد ولكن مع تطور طرق العلاج المختلفة أصبح لها علاج.

    وكانت تتسم العلاجات القديمة بأن لها أعراض جانبية كثيرة وهذه الأعراض في كثير من الأحيان تؤثر على أداء المريض وتسبب انقطاع المريض عن أخذ هذا العلاج وبالتالي تؤثر على الحالة المرضية ولا يتم استقرار المريض.. ومن أهم هذه الأعراض الجانبية:

    الرعشة والإهتزازات والتيبس (التخشب)، والشعور بالدوخة وعدم القدرة على التركيز والمشاكل الجنسية وإدرار اللبن وجفاف الريق والإمساك و...

    وقد تطورت هذه العقاقير وأصبحت الأعراض الجانبية أقل وبالتالي أصبح المريض في وضع يسمح له بأخذ العلاج والانتظام في تناوله والوصول إلى مرحلة جيدة من الاستقرار النفسي تسمح للمريض بالعودة للمجتمع في صورة إيجابية، وبذلك يصبح منتجًا بعد أن كان عبئًا على المجتمع وعلى أسرته، والعقاقير الحديثة تعطي نتائج إيجابية للمريض.



    علاج أول نوبة ذهان:

    -يوصي بدخول المريض إلى المستشفى لاستبعاد الأسباب الأخرى للذهان، يوصي بعمل أشعة مقطعية على المخ عند حدوث أول نوبة للذهان.

    -لابد من وضع خطة علاجية تشمل مضادات الذهان، خدمات تعليمية، تدخلات الخدمة الاجتماعية.

    العلاج أثناء هجوع المرض:

    لكى نحافظ على هجوع نوبة المرض لابد أن يأخذ المريض العلاج مدى الحياة عند جرعة مساوية أو أقل قليلاً من تلك التي استخدمت في علاج نوبة الذهان.

    علاج الانتكاسة:

    لابد من محاولة البحث عن سبب الانتكاسة ومحاولة علاجها:

    -تعاطي المواد المخدرة: موجودة في 50% من مرضى الفصام وسبب رئيسي للانتكاسة.

    -وجود اضطرابات نفسية أخرى مثل الاكتئاب، القلق.

    -وجود مرض عضوي مثل الغدة الدرقية أو أعراض جانبية للعقاقير مثل( ديجوكسين).

    -عدم الانتظام في أخذ العلاج بسبب الأعراض الجانبية، نكران المرض، ضعف علاقة المريض بالطبيب.

    تحسين تقبل المريض للعلاج:

    تحسين علاقة المريض والطبيب.

    التأكد من بلع العلاج وليس بصقه للخارج.

    استخدام الحقن طويلة المفعول التي يتم حقنها عضليًا (هالوبريدول، ريسبريدون).

    استخدام عقار أقل في الأعراض الجانبية.

    تقليل عدد مرات أخذ العلاج في اليوم.

    علاج سوء استخدام المواد المخدرة.




    كلفة الفصام

    يعتبر الفصام من الأمراض المكلفة على المجتمع و ذلك لعدة أسباب :-

    1- إن المرض يحدث في بداية الحياة الانتاجية للفرد و قد يعيقها .

    2- إن مسيرة المرض المزمنة قد تحد من قدرة المريض على العمل .

    3- الوفيات ليست عالية فالفصام ليس مرضاً قاتلاً .

    4- العلاج مكلف و كذلك الرعاية الصحية الاجتماعية .

    5- يشكل المرض عبئاً مادياً على الأسرة .

    6- يعاني المرضى و ذويهم من مشاكل الوصمة الاجتماعية , و ما يمكن ان يسببه ذلك للعائلة من مشاكل , مثل عدم إقبال العرسان على الزواج من شقيقات المريض أو المريضة , وما يسببه هذا من آثار

    اذا يتضح ان كلفة المرض ذات ابعاد كثيرة :-

    1- الكلفة المباشرة : المال الذي ينفق على الخدمات النفسية المقدمة للمرضى , و تلك الأموال التي ينفقها او يخسرها من يقوم برعاية المريض

    2- الكلفة غير المباشرة : و تشمل خسارة أموال كان يمكن استثمارها في مجالات اخرى , بالاضافة للتأثير على انتاج المريض و من يرعاه

    3- الكلفة المعنوية : و هي المعاناة و الألم الذي يتحمله المريض ومن يرعاه وما لذلك من تأثير على نوعية الحياة .




      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة مارس 29, 2024 7:46 am